رحلة التربية رحلة شاقة تحتاج لذكاء و اتقان كبيريين من الأهل في التعامل مع أطفالهم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل طفل يختلف عن الطفل الآخر فكل طفل شخصية فريدة من نوعها علينا التعامل معها على هذا الأساس، لكن في بعض الأحيان يقع الأهل في مطبات جسيمة في رحلة التربية فقد يتبعون طرق الأجداد أو طرق الآخرين في التعامل مع سلوكيات أطفالهم دون البحث عن شخصية و دواخل الطفل و ما يناسبها بالتحديد؛ فتنقلب النتائج عليهم رأساً على عقب. من خلال هذه المقالة سنتحدث أكثر عن الطرق الخاطئة التي يتعبها الأهل في تربية أطفالهم و كيفية استبدالها.
أخطاء شائعة يقوم بها الوالدين عند تربية أطفالهم
لا ينتبه الأهل في معظم الأحيان للأخطاء التي يقومون بها أثناء تربية طفلهم، أو يعتقدون أنها صحيحة و لا مشكلة فيها، و بعد مدة من الوقت تظهر على الطفل بعض السلوكيات، المشاكل و الشخصية التي لم يتوقعها الأهل من الطفل، فيتفاجأ الأهل من أين ظهرت كل هذه النتائج؟ و عند عملية البحث عن المسببات نجد من ضمنها طرق الأهل الخاطئة في التربية من هذه الطرق :
1- الخوف الزائد على الطفل بالتالي الحماية المبالغ فيها؛ الوالدين بطبيعتهما الغريزية يخافان على أطفالهم من أي شيء في هذا الكون، لكن هذا الخوف يكون زائداً في بعض الأحيان يمنع الطفل من ممارسة أبسط الأشياء و التجارب، أو أن يقع الطفل في خطأ معين كي يتعلم منه، فالأهل لا يسمحون بذلك على العكس تماماً ينبغي عليهم أن يفتحوا مساحة واسعة للطفل لتجريب و اكتشاف الأشياء المحيطة و تحمل المسؤولية الكاملة عند الوقوع في الأخطاء و تصحيحها.
2- المدح و التعزيز الزائد للطفل؛ في بعض الأحيان و هذا ما نلاحظه على الأهل تعزيزهم و مدحهم الزائد للطفل بمجرد قيامه بأمر اعتيادي كأن يرتب غرفته، أو أن يتناول طعامه. هناك طرق أخرى لإقناع الطفل في ترتيب غرفته فهذا واجبٌ عليه أو تناول وجبة الطعام، ليس بالمديح الزائد الذي يخلق من الطفل شخصية نرجسية، و يتوقع المديح دوماً للقيام بأي أمر مهما كان اعتيادياً، فعلى الأهل تشجيع و مدح طفلهم عند القيام بالأمور الغير اعتيادية و التي تستلزم المدح للاستمرار بها.
3- تفاوض الطفل الزائد و القبول على مفاوضته؛ يضع الأهل عادةً قواعد و قوانين في البيت من ناحية السلوكيات و من ناحية قواعد التعامل بين أفراد الأسرة و غيرها، فعندما لا يلتزم الطفل بهذه القواعد و القوانين، فإن الأهل يفرضون عليه طرقاً لتعديل الرفض عنده و التمرد على هذه القوانين، فيشرع الطفل بفرض شخصيته على الأهل و تغيير هذه القوانيين، يجب على الأهل أن لا يشعروا طفلهم بأنه أقوى منهم أو أنه يستطيع السيطرة عليهم و إلا بفعل ما يحلو له دون التفكير بعواقب الأمور.
4- تقليل و عدم احترام مشاعر الطفل، نرى هذا بصورة كبيرة خاصة عند الأطفال الذكور يفرضون الأهل عليهم كلمات مثل ” خلص ما تبكي ما صار اشي” ” ليش بتبكي ممنوع تبكي” أو ” خلص ابعد عني مش فاضيتلك تيجي تبكي عندي” كثيراً ما نسمع هذه الجمل التي تقلل من مشاعر الطفل، و تبني بداخله مفاهيم خاطئة عن المشاعر، نستبدل هذه الجمل بجمل مثل ” أنا فاهمتك يا ماما، معلش بعرف أنه أنت وقعت و صار يوجعك المرة الجاي لازم ننتبه أكثر، مع حضن الطفل” فإن ذلك لا يخلق طفلاً “مائع” كما يدعي البعض، إنما يخلق طفلاً يحترم ذاته و مشاعره و يقدرها.
5- الترصد لأخطاء الطفل؛ من الممكن أن يقع الطفل في الخطأ أو أن يتصرف بطريقة غير لائقة معنا، في هذه الحالات يبدي الأهل ردود أفعال عامرة بالحساسية تجاه أطفالهم، و يتصدون لهم كأنهم في هجوم كبير. يجب في هذه الحالة أن نتصرف بعقلانية و هدوء أكثر مع الطفل و نعدل هذا السلوك أو التصرف بطريقة عقلانية تجعله لا يكررها.
كانت هذه أول مجموعة من الأخطاء التي يتبعها الأهل في تربية أطفالهم
المجموعة الثانية من الأخطاء في تربية الطفل و بدائلها
نكمل في هذه المجموعة باقي الخمسة أخطاء التي يتبعها الأهل في تربية طفلهم و نحاول تعديلها أو إعطاء بديل عنها من هذه الأخطاء أيضاً:
1- توقع المزيد من الطفل عندما يتطور في جانب معين؛ بعض الأهل يتعاملون مع الطفل عندما يتطور لغوياً أو إدراكياً بصورة الشخص البالغ الكبير، فمثلاً إذا أراد طفل أصغر من طفلنا لعبته يقول الأهل للطفل ” أنت كبير أعطيه إياها” بذلك نسلب حق من حقوق الطفل، فعلينا أن نعزز مرحلة النمو و التطور للطفل و أن لا نحمله فوق طاقته.
2- الطمأنينة الزائدة للطفل؛ يسعى الأهل دوماً لجعل طفلهم مطمأنيناً هادئاً إلا أنه في بعض المرات يكون بشكلٍ مبالغٍ فيه مثلاً إذا انكسر أو تعطل شيء يحاول الأهل إصلاحه و طمأنة طفلهم أو بوجود موقف سلبي مثلاً يحاولون أن يسلبوا شعور الطفل من خوف و صبر و غيرها رغم أنه عليهم أن يدربوا الطفل كيفية التعامل مع المواقف و الأمور و تقدير المشاعر التي تخرج جراء الموقف و أنها مشاعر طبيعية و كيفية التعامل معها.
3- الصراخ على الطفل؛ يتبع بعض الأهل طريقة الصراخ على الطفل بمجرد ارتكابه أدنى خطأ يعقل، لكنها طريقة خاطئة في التعامل مع الطفل بذلك نحن نخلق طفلاً لا يتعامل مع المواقف من حوله إلا بالصراخ، كذلك فإن هذا الأمر يضعف شخصيته، فعلى الأهل أن يأخذوا نفساً عميقاً بدلاً من الصراخ و يتعاملوا مع الطفل بطريقة منطقية و عقلانية بتعديل سلوكه بشكل طبيعي، فمثلاً لنفرط أن الطفل أوقع الطعام على الأرض، علينا التصرف بكل هدوء دون الصراخ و إجهاد أنفسنا و نفس طفلنا فنقول له مثلاً: ” انتبه يا ماما وما تكب الأكل على الأرض، خد هاي القطعة امسح فيها مكان ما كبيت لو سمحت” بذلك يتعلم الطفل تصحيح الخطأ الذي فعله بنفسه فلا يكرره.
4- توقع المثالية من الطفل؛ أطفالنا لديهم قدرات محدودة علينا أن لا نزيد فوق طاقتهم و أن نتقبلهم كما هم بأن لا ننتقدهم دائماً ونقارنهم بأقرانهم.
5- معاقبة الطفل باستمرار و ضربه؛ للأسف الشديد يلجأ بعض الأهل لأسلوب الضرب و العقاب الزائد في تربية طفلهم، فالطفل لا يتعلم بالشد الزائد إنما على الأهل أن يدركوا أن حركة و نشاط طفلهم أمرٌ طبيعي، و محاولة استكشافهم للأمور المحيطة كذلك. أعرف بعض الأهل إذا لمس طفلهم أثاث البيت من زينته و غيرها يعاقبونه أشد العقاب، و هذا حتماً فعل غير صحيح أبداً.
هذه الأخطاء قلة قليلة من الاخطاء الأخرى التي ييتبعها الأهل في التربية، قبل أن نقرر إنجاب طفل على هذه الحياة علينا أن نكون على وعي و ثقة تامة متكاملة بطريقة التعامل مع هذا الطفل.
تجنبوا الوقوع في هذه الأخطاء أثناء تربية طفلهم، ربوا أطفالكم بالطريقة الصحيحة التي تلائم شخصيتهم، فطفلي الأول يختلف عن طفلي الثاني و هكذا. استبدلوا الطرق السلبية بطرق إيجابية دوماً و لا تخلقوا من أطفالهم شخصيات هشة.
للمزيد سجلوا معنا.