أطفالنا أرواح بريئة نقية خلقت على هذه الأرض تصادم العديد من النفسيات والأشخاص، مما يتطلب حماية كبيرة لهم و مساعدتهم على التعامل مع المواقف و الأشخاص المختلفين. في الآونة الأخيرة سمعنا العديد من حالات الطفولة البريئة التي تعرضت للتحرش أو الاغتصاب، ما ترك آثاراً كبيرة بنفس الطفل ممزوجة ما بين خوف و تجنب و انطواء و غيرها من السلوكيات، في هذه المقالة سنتحدث أكثر عن التحرش الجنسي أسبابه و آثاره.
التحرش الجنسي بالأطفال
أذكر موقف أحد الأشخاص يوحي بالصدمة مما سمعه عن وجود تحرش جنسي للأطفال، فعلياً هذا منافي للفطرة و منافي للمبادئ كافة؛ لذلك طبيعي هذا التعبير بالصدمة الذي ظهر على وجه هذا الشخص، فالتحرش الجنسي بالأطفال هو عبارة عن ” اضطراب نفسي جنسي و يكون بالتوجه الجنسي للأطفال الذين أعمارهم 12 عام أو أقل” بحيث يعتمد الشخص المتحرش جنسياً على خيالاته الجنسية بوجود هذا الطفل حتى يحصل على الإثارة و المتعة الجنسية التي يسعى لها دوماً، و أحياناً انخراطه بسلوك جنسي مع الأطفال يستمر لأكثر من ستة شهور على الأقل، التحرش لا يقتصر فقط على الإناث إنما تتراوح نسبة إنجذاب المتحرش إلى الذكور و الإناث بالتساوي أحياناً. في التحرش الجنسي للأطفال و الذي يخرج في معظم الحالات من داخل العائلة نفسها و ليس من خارجها، فبدلاً من أن تكون محط أمان وثقة للطفل ينعكس هذا الأمر فتصبح مصدر خوف و قلق دائميين للطفل.
أسباب التحرش الجنسي بالأطفال
التحرش الجنسي بالأطفال هذا الفعل الشنيع الذي لا يوجد مبرراً له سوى أنه فعل سيء جداً، حتى هذه اللحظة لا زالت أسباب التحرش الجنسي غير واضحة و لكن بعض الدراسات الحديثة تشير إلى عدة أسباب من هذه الأسباب:
1- أسباب نفسية متمثلة في طفولة الطفل في حال تعرض الطفل منذ طفولته للتحرش الجنسي أو مشاهدة هذه الأفعال الشاذة عن الفطرة فإنه عندما يكبر يرغب في تقليدها و تطبيقها.
2-التعرض لاضطراب ما بعد الصدمة النفسية و الذي بدور يولد عند الطفل العديد من الاضطرابات النفسية منها التحرش الجنسي بالأطفال.
3- السلوكيات الجنسية الشاذة في العائلة.
4- التعرض للرفض الاجتماعي و الجنسي الذي بدوره يجعل الشخص يرغب بالحصول على هذه الرغبة بطرق غير صحيحة.
5-تشير الدراسات إلى أنه من أحد الأسباب المؤدية للتحرش الجنسي، تعرض الشخص لخلل أو اضطراب في النمو العصبي في مرحلة النمو أو الطفولة المبكر.
٦-وجود خلل أو مشكلة في هرمونات الجسم أو تغير فيها خاصة الذكرية منها التي تؤدي إلى مثل هذه الشذوذ الجنسية.
هذه الأسباب و غيرها قد تجعل الشخص يلجأ لمثل هذا الشذوذ الجنسي.
آثار التحرش على الأطفال
التحرش الجنسي هذا الفعل السيء الشنيع عند مماسرته على طفل صغير لا يعرف من هذا العالم غير روح البراءة فيتم تشويهها منذ الصغر، و يترك آثاراً كبيرة في نفس الطفل و داخله تجعل في داخله تغيرات كثيرة و تنزع منه روحاً جميلة، من الآثار السلبية التي تنشأ في داخل الطفل نتيجة التحرش الجنسي:
1- إصابة الطفل بالأمراض النفسية كالاكتئاب، الخوف و القلق.
2- فقدان الثقة بالمحيط و الناس الآخرين و النظرة السيئة لهم.
3- وجود بعض الميول الانتحارية لدى الطفل و بداخله نتيجة الحدث السيء الذي تعرض له.
4- الخوف و البكاء عند رؤية الناس خاصة الشخص الذي تحرش بالطفل أو أي شخص يشبهه، أو جميع الذكور أو الإناث بحسب جنس المتحرش.
5- عيش الطفل في عزلة اجتماعية عن الناس الآخرين و البعد عن التفاعل الاجتماعي.
6- تعرض الطفل لاضطراب ما بعد الصدمة.
7- قد يلجأ الطفل في المستقبل للهروب لبعض الطرق الخاطئة كتعاطي المخدرات و الإدمان.
اكتشافنا للمشكلة و سماعنا لطفلنا و مراقبته المستمرة تساعدنا في الحد من هذه الآثار قدر الإمكان و تسوية نفس الطفل.
كيف أحمي طفلي من التحرش الجنسي؟
أطفالنا فلذة أكبادنا و أرواح من داخلنا تمشي على الأرض؛ فنخاف و نخشى عليهم من أي شيء قد يضرهم و نحميهم من أي أذى سواء نفسي، جنسي، سلوكي و غيرها. في عصرنا و زماننا هذا تنوعت و اكتشفت الاضرابات النفسية أكثر بين الناس منها الاضطرابات النفسية التي تخلق شخصاً متحرشاً خاصة بالأطفال بسبب نظرته لهم بأنهم ضحية ضعيفة؛ لذلك علينا دوماً توعية أطفالنا على مثل هذه الأمور و حمايتهم بهذه الطرق :
1-التربية الجنسية للطفل تساعده على مجابهة التحرش الجنسي؛ بسبب قدرته على فهم الأمور الجنسية بشكلٍ صحيح و فطري.
2- توعية الطفل أن جسمه ملك لك فقط و لا يجوز لأحد لمسه أو الاقتراب منه، و توعية الطفل حول اللمسات الآمنة و الغير آمنة.
3- بإمكاننا حضور و متابعة دورات توعوية حول موضوع حماية الطفل من التحرش الجنسي.
4- ضبط المفاهيم الجنسية عند الطفل فعندما يسألنا عن الجنس أو أعضائه التناسلية علينا إجابته بطريقة علمية بسيطة و صحيحة.
5- خلق مساحة كافية من التعبير و الكلام و الاستماع بين الأهل و الطفل بكثير من الأمان، و نوفر بيئة آمنة له و نستمع لمجريات يومه و الأشخاص الذين قابلهم، علينا أيضاً أن نتحكم و نسيطر على ردة فعلنا عند سماع مثل هذه الأمور من الطفل حتى لا نبعده عن محط الأمان.
6- مراقبة الأطفال دوماً و معرفة مكان ذهابهم و الأطفال الذين يتعامل معهم و يرافقهم، أيضاً مراقبة الأمور التي يبحث عنها الطفل و يتابعها. علينا أيضاً مراقبة الطفل في فترة خلوه و تجنب بقاءه لوحده مع شخص في غرفة واحدة.
7- يفضل الفصل بين الإخوة في الفراش بعد عمر العشر سنوات.
8- تدريب الطفل الدفاع عن نفسه بطرق دفاع صحيحة و تعليمه بعض الفنون القتالية، و التصدي للمتحرشين و حماية أنفسهم.
حماية الطفل و مراقبتهم المستمرة حتى من قبل افراد العائلة و البيت نفسهم أمر مهم علينا تكريس كامل وقتنا في حماية طفلنا و وضعه تحت ظلنا و متابعة مجريات يومه.
العالم الذي نعيش فيه مليء بالناس منهم السيء و منهم المضطرب نفسية و منهم الجيد، علينا تعليم الطفل كيفية التعامل مع كل المواقف و القرب من الطفل. خاضة في موضوع التربية الجنسية كونها إذا تضررت منذ الصغر سيعيش الطفل في آثار سلبية كبيرة جداً عليه في المستقبل و تترك آثاراً نفسية لا يمكن السيطرة عليها.
للمزيد سجلوا معنا.