الرضاعة الطبيعية نعمة عظيمة لها فوائد عديدة تعود على الأم و الطفل، و تبني علاقة قوية و رائعة بينهما، فحليب الأم يحتوي على الكثير من العناصر الغذائية المهمة لنمو الطفل بصحة جيدة و يبعد عنه الأمراض المختلفة و يحميه. كذلك فإن الرضاعة الطبيعية لها علاقة بالطلاقة الكلامية و هذا ما سنتحدث عنه في هذه المقال
التأتأة و مشاكل الطلاقة الكلامية
تقاس الطلاقة الكلامية بمقدار الكلمات التي تخرج بوقت معين، مشاكل الطلاقة الكلامية تعني عدم قدرة الشخص على إخراج الكلامات بشكل سلسل و سهل و بسيط بزمن معين. مشاكل الطلاقة الكلامية تظهر في عمر الثلاث سنوات عند الأكفال و تعتبر مشاكل الطلاقة الكلامية في هذه الحالة طبيعية، إن لم يكن الطفل مدركاً لها و لا تحتوي على وقفات في الكلام أو تأتأة واضحة و تكرار يظهر على الأصوات و المقاطع بشكل كبير. فيما بعد إذا استمرت عند الطفل لبعد عمر الست سنوات، و كان مدركاً لها و التكرار، الإطالة، و الوقفات تظهر في كلامه كثيراً و يصاحبها حركات جسدية لتجنب التأتأة و الهرب منها، فتبعتبر تأتأة. كما أن مشاكل الطلاقة الكلامية تظهر عند الذكزر أكثر من الإناث و أسبابها تتنوع ما بين أسباب نفسية، جسظية، عصبية، جينية و وراثية و لا يوجد سبب حتمي ورائها حتى هذه اللحظة إنما نظريات مختلفة، ما العلاقة بين التأتأة و الرضاعة الطبيعية؟
التأتأة و الرضاعة الطبيعية
أجريت دراسة في عام ٢٠١٣ على ٤٧ طفل للبحث في العلاقة بين الرضاعة الطبيعية و التأتأة، أظهرت نتائج الدراسة أن الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية، خاصة الذكور نسبة إصابتهم في التأتأة و تعرضهم لها كانت أقل ممن لم يرضعوا رضاعة طبيعية. و العلاقة بحسب الأبحاث أن حليب الأم يحتوي على أحماض دهنية مهمة لتتكور الجهاز العصبي و أهمها حمض الدوكوساهيكسانويك و الأوميغا ٣ و الأوميغا ٦ و حمض الأراكيدونيك الدهني التي تعتبر من أهم الأحماض لتطور الطفل العصبي. أول سنتين من حياة الطفل يكون التطور العصبي فيها سريع و في أوجه حيث تتمايز الخلايا العصبية و تأخذ وظائفها، و هذه تعتبر فترة الرضاعة الطبيعية، كما سلف و ذكرنا فإن أحدى أسباب التأتأة السبب العصبي، فإذا كان تطور الطفل العصبي العقلي سليم و صحي، بالتالي فإن نسبة التعرض للتأتأة تقل كذلك إذا تم استغلال الرضاعة الطبيعية بصورة صحيحة فإنها تقلل من نسبة التأخر اللغوي عند الطفل.
نصيحة المستكشف الصغير لكِ
احرصي عزيزتي الأم على الرضاعة الطبيعية منذ اللحظة الأولى من حياة الطفل، و لا تستسلمي لكل الصعوبات و لا لكلام المحيط من حولك آمني بنفسك و جسمك و امنحي صغيرك الكثير من الحب و الحنان، استمتعي معه بلحظات الرضاعة الطبيعية المليئة بالفوائد و الروابط بينك و بين طفلك.
المستكشف الصغير معك دوماً