أطفالنا مختلفون كلٌ بشخصيته و السمات الظاهرة عليه، فمنهم العنيد و منهم كثير الكلام و منهم أيضاً من هو انطوائي بطبعه، فيلتصق بعض الأطفال بوالديهم و لا يختلطون في الآخرين و يتقوقعون على أنفسهم، مما يزيد من خوف الأهل خاصة من فكرة التوحد بسبب بعض المفاهيم الخاطئة عن التوحد، في هذه المقالة سنتحدث أكثر عن الطفل الانطوائي و أسباب الانطواء و علامات الطفل الانطوائي و طرق التعامل معه.
سيكولوجية الطفل الانطوائي
تظهر على الأطفال صفات مختلفة من ضمن هذه الصفات الانطواء، و عادةً ما يواجه الأهل و المحيط صعوبة في تمييز ما إذا كان طفلهم إنطوائياً أم لا؟ كون الأهل يرغبون دوماً بأن يكون طفلهم اجتماعياً و يتفاعل مع المجتمع من حوله خاصة عندما يتغير عليه الجو أو الظروف المحيطة، فيفرح الأهل عندما يلعب طفلهم مع الأطفال الآخرين و يتفاعل معهم. لكن بعض الأطفال يكونون انطوائيين بطبيعتهم، و يرون العالم بصورتهم الخاصة التي تتشكل في أذهانهم عنه، فلا يتمكن الأطفال الانطوائيين من مواكبة الأنشطة الاجتماعية. فالانطوائية لا تعني الوحدة، التوحد أو الخجل إنما الطفل الانطوائي يكون حساساً للأنشطة الاجتماعية من حوله لكنه يرغب دوماً بأن يكون فعالاً مع من يختاره هو مع شخص واحد قريب منه أو ضمن علاقات محددة يختارها هو بنفسه، فهو لا يحب أن يكون منفتحاً على البيئة و المحيط كامل، فغالباً ما يسمع أكثر مما يتحدث و ينظر إلى الحياة نظرة عميقة و يحاول دوماً فهم الأمور من حوله قبل أن يتصرف ثم يتخذ لنفسه قيمة خاصة و يتصرف بناءً عليها. و تكون هناك علامات واضحة تدل على أن الطفل إنطوائي.
علامات الطفل الانطوائي
يخلط الأهل بين الطفل الانطوائي و الخجول أو حتى الطفل التوحدي، لكن تظهر بعض العلامات التي تميز الطفل الانطوائي و تدل على أنه طفل انطوائي و ليس طفلاً توحدياً أو خجولاً من هذه العلامات و السمات الواضحة:
1-محدودية البيئة التي يحتك بها الطفل و غالباً ما تكون مقتصرة على الوالدين أو الأشخاص المقربين جداً من الطفل.
2-الحساسية الزائدة من النقد والتوبيخ من قبل الكبار.
3-يهرب إلى العزلة و يفضل أن يكبت مشاعره دوماً على أن يفصح بها أو يفصح بما يجول بداخله.
4-يبتعد عن أي نشاط يحتاج لثقة بالنفس و الظهور الواضح.
5-شبكة علاقاته محدودة جداً فلا يسعى لتكوين صداقات جديدة أو علاقات اجتماعية جديدة.
6-لا يندمج بسهولة في المجموعات الاجتماعية و مجموعات اللعب مع الأقران.
7-أغلب الأنشطة التي يقوم بها هي أنشطة فردية كالرسم والتلوين و القراءة.
8-صعوبة التحدث بطلاقة أمام الناس.
9-الشعور بقلة الثقة بالنفس.
10-من الممكن أن يتأثر الطفل الانطوائي بالكلمات السلبية التي يسمعها من المحيطين.
هذه العلامات وما يدور حولها من علامات هي الدارجة الظهور على الطفل الانطوائي و تميزه عن غيره من الصفات الأخرى التي يكتسبها الطفل في حياته.
أسباب الانطوائية و ظهورها عند الطفل
لكل صفة يكتسبها الطفل في حياته أسباب قد تكون جينية أو بيئية أو جينية تعززها البيئة وما يدور من مواقف فيها تجعل الطفل يكتسب هذه الصفة، فهناك أسباب مختلفة للانطوائية منها:
1-الطفل الذي يعاني من حرمان في الحاجات الأساسية من مأكل و مشرب أو النوم بشكلٍ صحي.
2-الحرمان أو الفقدان العاطفي الذي يتعرض له الطفل، الذي يتجلى في الحرمان من الحب و الحنان و التعامل الغير سوي مع الطفل.
3-حرمان الطفل من الجو التربوي السليم الغير مهيأ لتنمية قدرات الطفل العقلية والفكرية بما يتناسب مع طبيعة عقله مما يؤدي إلى انطوائية الطفل عن المحيط.
4-وجود بعض العيوب عند الطفل مثل العيوب الجسمانية أو الخلقية التي تصبح حديث الجميع عند وجود الطفل فيفضل الابتعاد عن البيئة الاجتماعية.
5-تدليل الأهل الزائد للطفل يجعله متعلقاً بهم بعيداً كل البعد عن المحيط الآخر و لا يحب الاختلاط به كونه لا يعطيه ما يعطيه إياه الأهل من تدليل مستمر.
6-مخاوف الأهل الزائدة على الطفل تجعله شديد الحذر من كل شيء فيبتعد عن كل شيء في ذات الوقت.
7- النقد المستمر من قبل الأهل و الكلمات السلبية المستمرة التي تشعر الطفل أنه بحاجة للابتعاد عن الجميع خوفاً من النقد.
الأسباب التي تؤدي للانطوائية كثيرة و متنوعة و يفضل دائماً معرفة السبب لعلاج المشكلة القائمة، و اتباع طرق مختلفة لتجنب هذه المسببات و التعامل الصحيح مع الطفل الانطوائي.
كيفية التعامل مع الطفل الانطوائي
التعامل مع الطفل الانطوائي يكون من خلال احترام شخصه و مشاعره و ما يجول بداخله، كما وعلينا أن نكون حذرين في التعامل معه و تجنب المساس بصفاته الشخصية، فعلينا أن:
1-نبني جواً مناسباً للطفل وبيئة هادئة بعيدة عن القلق و الخوف و المؤثرات السلبية.
2-نزرع بالطفل مزيداً من الحب و الحنان بعيداً عن توجيه الكلمات السلبية للطفل و النقد غير البناء أو الإهانة خاصة أمام الآخرين.
3-إعطاء الطفل مساحة كافية للتعبير والثقة بالنفس و الابتعاد عن الخوف الدائم و المستمر على الأطفال.
4-دمج الطفل منذ الطفولة المبكرة في الحياة الاجتماعية و الظروف الاجتماعية المختلفة و طرق التعامل معها بدلاً من تجنبها والهرب منها.
5-مدح الطفل عند قيامه بشيء يستحق المدح و الثناء عليه خاصة أمام الآخرين.
6-إعطاء الطفل المساحة للسيطرة على المواقف الاجتماعية المختلفة و عدم التدخل إلا بحالة وجود موقف يستدعي التدخل عند التعامل مع الأطفال و الأقران الآخرين.
7-تنمية ثقة الطفل بنفسه بالتشجيع المستمر و تعزيز ثقته بنفسه.
8-القرب من الطفل و فهم مشاعره و تشجيعه على الإفصاح عنها و عدم كبتها و أنهم بقربه دوماً يستمعون له.
9-عدم الضغط المستمر على الطفل وإعطائه الوقت الكافي.
10-تعريفه على أشخاص جدد بما يتناسب معه.
11-أخرجه من دائرة أمانه و اجعله يجرب أشياء جديدة حتى يتعلم.
هذه الطرق وما يصب بمجراها بإمكانها أن تساعد الأهل و الطفل في الخروج من دائرة الانطوائية إلى دائرة أوسع من التفاعل و النشاطات الاجتماعية المختلفة.
بالختام علينا أن نحترم طبيعة أطفالنا فظهور صفات الانطوائية على طفلك أمر طبيعي جداً و لا يستدعي القلق و الخوف الدائم و المستمر، و موازنة الأمور بالطريقة الصحيحة فإذا شعرت أن الانطوائية التي تظهر على طفل غير قادر السيطرة عليها و التحكم بها، فتوجه لاستشارة أخصائي نفسي لمساعدتك في الخطوات التي تتعامل بها مع طفلك الانطوائي.
للمزيد سجلوا معنا.