الطفل الغيور و طرق التعامل معه

الغيرة شعور طبيعي كغيره من المشاعر، إذا زادت عن حدها تصبح مشاعر تضر بصاحبها، فالغيرة هي حالة انفعالية يشعر بها الشخص فيحاول إخفائها و تظهر من خلال سلوكيات معينة تدل عليها، تظهر الغيرة على الأطفال أيضاً كمشاعر طبيعية على الأهل تقبلها و التعامل معها بشكلٍ طبيعي إلا أن الكثير من الغيرة يضر بشخصية الطفل، من خلال هذه المقالة سنتحدث عن الطفل الغيور، أنواع و مظاهر الغيرة و كيفية التعامل مع الطفل الغيور.

 

كيف يظهر شعور الغيرة على الطفل ؟

تظهر الغيرة على الطفل كسلوك تعويضي مصطنع، فهو يكتم بداخله فيخفي الطفل بداخله مشاعره الحقيقية و يحاول إظهار المشاعر الحسنة اتجاه الموقف لكن بداخله يبدي مشاعر الغيرة أو قد تظهر الغيرة عند الطفل مباشرةً بشكل عدواني، فمثلاً قد يكون الطفل يتعامل مع المولود الجديد في العائلة باحتضانه و تقبيله أمام الأم لكنه يرغب بقرصه أو ضربه، فيتعمد الطفل لجلب انتباه الأم له و يحاول الطفل فعل بعض السلوكيات كالعناد و البكاء لجذب انتباه الأم. أو قد تظهر الغيرة على الطفل بإلحاحه على شيء معين رغبةً منه في الحصول عليه مهما كلف الشيء؛ لأن صديقة يملك هذا الشيء. عادةً قد يبدي الطفل سلوك الغيرة بسلوك عدواني تجاه طفل أو شخص آخر لم يؤذيه و لم يسبب له أي فعل سلبي سيء، بغض النظر على طريقة ظهور الغيرة لكن سعي الطفل ليكون مصدر الانتباه و يرغب في كل شيء يريده، للغيرة أيضاً أنواع.

 

أنواع الغيرة

للغيرة أنواع فتختلف باختلاف الموقف و الشخص، فمن أنواع الغيرة التي تظهر على الطفل:

1- الغيرة من المولود الجديد، يكون الطفل هو مركز الاهتمام للعائلة و الجميع مركز انتباهه على هذا الطفل، فجأة يأتي طفل آخر يحتاج لرعاية و اهتمام فيصبح هو المركز الجديد، فيشعر الطفل بالنقص و يبدي مشاعر الغيرة تجاه المولود الجديد.

2- مقارنة الأهل بين الاخوة، مقارنتنا لطفلنا مع إخوته أو حتى مع الناس الآخرين سواء في البنية الجسدية أو التحصيل الدراسي او الذكاء، يخلق غيرة بداخل الطفل و قد تكون سلبية يبديها تجاه هذا الشخص؛ لذلك علينا الانتباه بالتعامل مع الطفل بشكل مستقل بشخصه.

3- غيرة الطفل ذوي الاحتياج الخاص، بعض الأطفال تظهر بداخلهم مشاعر الغيرة نتيجة وجود مهارات معينة يستطيع شخص القيام بها و لا يستطيع هذا الطفل القيام بها بسبب مشكلته الصحية.

4- الطفل الكبير أحياناً تكون عنده غيرة معينة، نتيجة تحميل الأهل الطفل مسؤولية كبير للطفل الكبير على أنه هو الكبير فتكون التوقهات تفوق طاقة الطفل.

5- غيرة الأخ الصغير من الأخ الكبير.

 

مظاهر تظهر على الطفل تدل على غيرته

مظاهر الغيرة كثيرة و متنوعة تظهر على الطفل بأفعال و ردود أفعال مختلفة تبدي غيرته تجاه شيء ما، فقد تكون ظاهر الغيرة متمثلة في كثرة الغضب و الانفعال و الثورة و الصراخ على الأشياء المختلفة، و الأنانية لدى الطفل أيضاً. يقوم الطفل ايضاً بمضايقة الشخص الذي يغار منه بتخريب ألعابه مثلاً، فيكون الطفل سلبياً لا مبالياً، انطوائياً و كثير الحساسية. قد يلتصق الطفل الغيور بأمه و يتعلق بها تعلقاً سلبياً، يعود أحياناً لبعض سلوكيات الطفولة المبكرة عند وجود مولود جديد مثلاً، يحاول الطفل أيضاً لفت انتباه الآخرين بسلوكيات مختلفة، فيفقد الشهية تجاه الطعام أحياناً أو يقضم اظافره، أو يتظاهر بالمرض. و تظهر أيضاً مظاهر غير طبيعية متمثلة بالقلق و الشعور بالفشل و اضطرابات النوم و السلوك.

 

طرق التعامل مع الطفل الغيور

علينا أن نكون حذرين عند التعامل مع الطفل الغيور و تجنب بعض الأمور، لكن بدايةً عندما نفهم سلوك الطفل و أن هذا السلوك سلوك يظهر بسبب الغيرة، و نتباع الأمور التي بيبدي الطفل اتجاهها غيرة، من طرق التعامل مع الطفل الغيور:

1- تجنب معاقبة الطفل بسبب غيرته؛ على الأهل تجنب معاقبة الطفل على هذه المشاعر الانفعالية الطبيعية التي تظهر عنده إنما تعليم الطفل السيطرة على هذه المشاعر و التعامل معها بطريقة و بصورة صحيحة.

2- التواصل المستمر مع الطفل، يمكننا تقليل شعور الغيرة لدى الطفل بالتواصل مع الطفل و جعله يشعر أن الأهل لا يحبون شيء آخر غير الطفل، و التواصل بشكل عادل بين الاخوة و إعطاء كلٌ وقته من الحب و الاستماع و الابتسامة الدافئة.

3- دعم الطفل و فهم مشاعره، و اعترافنا بمشاعرنا المكنونة تجاه الطفل.

4- تحديد استراتيجات و طرق للتعامل مع الغيرة في حال ظهورها عند الطفل بطرق متنوعة، فيحددوا طرقاً للتعامل مع الموقف الذي أبدي فيه ردة فعل كالغيرة مثلاً ففي حالة شعور الطفل بالغيرة على أهل تعليمه طريقة للسيطرة عليها و إعطائه بديل صحيح عنها.

5- تعليم الطفل المشاركة و الابتعاد عن المقارنات.

6- الاستماع للطفل و قضاء وقت معه و إعطائه أهمية.

هذه الطرق و غيرها بإمكانها مساعدتنا للتحكم في مشاعر الغيرة عند الطفل و مساعدة طفلنا أيضاً؛ لأن الغيرة السلبية التي تظهر على الطفل قد تكون سبباً مباشراً لوجود مشاكل سلوكية عنده و تؤثر على بناء شخصيته.

 

تعاملوا مع السلوكيات و المشاعر التي تظهر على أطفالكم بصورة طبيعية لتجنب أي مشاكل في شخصية الطفل أو تأثيرات قد تظهر عليه في المستقبل، خاصة المشاعر الطبيعية كالغيرة و غيرها و أبدوا ردة فعل صحيحها اتجاهها دون تعزيزها في الطرق الخاطئة.

 

للمزيد سجلوا مع المستكشف الصغير.

 

شارك هذه المقالة:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

التصنيفات

المقالات ذات الصلة

guest

0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments