يتسبب الأهل أحياناً بخلق سلوكيات غير موجودة عند طفلهم من خلال تعاملهم مع طفلهم بطرق غير صحيحة، من هذه السلوكيات أو الصفات التي يكتسبها الطفل الدلال الزائد مما يزعج الأهل و يزعج المحيطين بالطفل أيضاً، فلا ننسى أن الدلال الزائد يؤثر على شخصية الطفل، و يفسد الطفل و يجعل الأهل بالنهاية يفقدون السيطرة على طفلهم. في هذه المقالة سنتحدث أكثر عن علامات و طرق علاج الدلال عند الأطفال.
متى يصبح الطفل مدللاً؟
يحتاج الطفل دوماً للمزيد من العناية و الاهتمام المتواصلين، لكن بشكلٍ معقول غير زائد عن الحد الطبيعي، فالإفراط في التعامل مع الطفل كطفل يحتاجك دوماً و يحتاج لتلبية رغباته بشكل مستمر يزيد من دلاله و يجعله عنيداً، و بالنهاية يسيطر الطفل على الوالدين بدلاً من سيطرة الوالدين على الطفل و تصبح كلمته هي الكلمة التي ستنفذ في البيت و سيتم تطبيقها في نفس الوقت و إلا يقلب البيت على رأس والديه في البكاء و الصراخ. في هذه الحالة فإن ذلك يضعف من شخصية الطفل و لا يساعده على مواجهة المواقف و المشاكل المختلفة التي يمر بها في المستقبل، الطفل المدلل الذي يعطى كامل الحماية بشكل مستمر مع تنفيذ ما يريد دوماً و في كل الأوقات و دون اعتراض. كما و تظهر علامات تدل على أن طفلك طفلاً مدللاً.
علامات الطفل المدلل
يعتقد الأهل أن ما يقوم به الطفل من مواقف مختلفة أحياناً يصنف ضمن إطار الدلال لكن ليست كل المواقف التعبيرية الصادرة من الطفل هي مواقف تدل على أنه طفل مدلل، أحياناً تكون مواقف تدل أن طفلك يعاني من مشكلة ما سلوكية أو نفسية أو عقلية تجعله يتصرف مثل هذه التصرفات؛ لذلك فإن هناك علامات تدل على أن الطفل مدلل منها:
- الطفل المدلل لا يرضى و يطلب المزيد دوماً و يرغب بتوجيه الاهتمام و الرغبات نحوه و عند رفض الأهل لأي طلب من طلبات الطفل بقولهم “لا” قد تصيبه نوبة بكاء أو غضب لأنه أوامره لم تستجاب و لم يأخذ المزيد، مما يجعل الأهل يعطونه ما يريد.
- الطفل المدلل ينتظر منك أن تقوم بالمهمة المطلوبة منه كونه لا يتحمل المسؤولية بشكلٍ كبير، فيرفض القيام بالشيء الموكل به.
- يرفض مفهوم المشاركة و لا يحب مشاركة الآخرين بما يملك و لا باللعب حتى أنه لا يندمج باللعب مع أقرانه و لا يملك روح الفريق الواحد.
- قد يتجاهل الطفل المدلل وجودك و يفعل ما يحلو له هو دون اعطاء قيمة و تقدير لوجودك و أوامر.
- لا يحب منافسة الآخرين و لا يقومون بالأنشطة التي تتطلب ذلك.
- يعتقد الطفل المدلل أن كل هذا العالم يدور حوله من اهتمام و رعاية و عدم رفض فيحاول السيطرة قدر الإمكان.
- يبكون حتى يستجاب طلبهم و لا يتحلون بالصبر أبداً.
هذه العلامات ذات دلالة واضحة أن طفلك مدلل و يحتاج لتعديل هذا السلوك و التصرف، عند ظهور أولى علامات الدلال على طفلك حاول السيطرة عليها كي لا يسيطر عليك.
طريقة التعامل مع الطفل المدلل و تعديل سلوكه
الحد من الدلال الزائد و السلوكيات الظاهرة على الطفل بسبب الدلال الزائد أمر مهم، و من السهل السيطرة على السلوك و التغلب عليه بالطرق الصحيحة فهو شيء مكتسب عند الطفل، من طرق السيطرة على الطفل المدلل:
- حاول أن ترفض الطلبات التي لا تريد تحقيقها لطفلك بقول “لا” على ما تود قول “لا” عليه مع التوضيح للطفل ما هو الممنوع و ما هي الأشياء التي لا تستطيع تنفيذها له، بذلك أن تقوي شخصية طفلك و لا تضعفها فقل “لا” دون تأنيب ضمير.
- عند بكاء الطفل لأنه يريد السيطرة هو و يريد أن لا يرفض له طلب فعليك أن تتجاهل بكائه قدر الإمكان لتحقق أنت ما تريد.
- عود طفلك على المشاركة و حاول أن لا تسيطر ” الأنا” لديه.
- شجع طفلك دوماً عند الاستجابة لأوامر بهدوء و عند تفهمك، فإذا بكى الطفل لأنه يريد شيء ما ثم تجاهلته و عاد برفض هذا الشيء فعزز من سلوكه لأنه تفهمك و استجاب لأوامرك.
- علم طفلك الصبر و أنه لن يجد و لن يحقق دوماً ما يريد.
- ابتعد عن الاهتمام و الحماية المبالغ بهما، أعطِ طفلك حقه من الرعاية و الاهتمام و الحب لكن بشكلٍ طبيعي دون الخروج عن الحد الطبيعي لهذا الحب و الاهتمام.
بتجاهلك دوماً للسلوك غير المرغوب تحقق ما تريد فالتجاهل من أفضل الطرق في تعديل السلوك الغير مرغوب، في حال عدم استجابة طفلك لتجاهلك و إصراره على موقفه اتبع طرقاً أخرى فعالة.
لا تنسوا أنكم تنشئون شخصية طفلكم منذ نعومة أظافره بأسلوبكم و ردود أفعالكم تجاه سلوكياته، لا تجعلوا من أطفالكم أطفالاً مدللين مع التقدير الكبير لحبكم و اهتمامكم بهم لكن إذا بقي سلوك الدلال عند أطفالكم بشكلٍ مستمر فإن ذلك يضعف شخصية الطفل و يؤثر عليه في المستقبل فأوقفوا هذا السلوك.
للمزيد سجلوا معنا.