نلاحظ أن بعض الأطفال يتعلقون في أمهاتهم بشكلٍ كبير، فيبكون أو يصرخون في حال عدم وجودها أو غيابها للحظات و يرغبون في البقاء بقربها أطول فترة ممكنة، لكن أحياناً يعود هذا التعلق على الأم و الطفل بالآثار السيئة. سنتعرف في هذه المقالة أكثر حول تعلق الطفل بأمه أسبابه و كيفية علاجه.
أسباب تعلق الطفل بالأم
تعلق الطفل بالأم في المراحل الأولى خاصة؛ لعدم إدراك الطفل في هذه الفترة ديمومة الأشياء، فابتعادك عنه يُشعره أنك ذهبتي و لن تعودي و هذا يعتبر من أكثر الأشياء التي تُقلِق الطفل و تخيفه و تهدد أمنه و أمانه، كما و يعتبر الطفل وجود الأم بالقرب منه شعور مفعهم بالحب و الأمان المستمر و هذا ما يبحث عنه الطفل، فيبقى يبحث عنها في حال اختفائها، كوْن الطفل عاش فترة طويلة في أحشاء أمه فيكون تعلقه بها في الدرجة الأولى، أحياناً بسبب تصرفات خاطئة تفعلها الأم أمام الطفل، مثلاً غيابها بشكل مفاجئ عنه بطلبها من أحدهم أن يُشغله لفترة ثم تستغل هذه الفترة فتختفي من أمامه، فيشعر بقلق كبير و غيابك المفاجئ يجعله يشعر بأن هذا الأمر سيتكرر أكثر من مرة فيراقب تحركاتك و تصرفاتك بشكلٍ مستمر خوفاً من فقدانك مرةً أخرى. من المهم أيضاً معرفة السبب وراء التعلق الزائد بالأم و علاج هذه المشكلة لأنها تعود بأضرار على الطفل و الأم.
أضرار تعلق الطفل الزائد بالأم
تعلق الطفل الزائد بالأم يعود بأضرار على كلاهما، فيميل الطفل مثلاً للعزلة الاجتماعية و صعوبة الانخراط بالمجتمع و الأشخاص المحيطين بسهولة، التعلق يقلل ثقة الطفل بنفسه و يجعله معتمداً في شخصيته على وجود أمه لحلها مشاكل و متابعته، في حال عدم وجودها فإن ذلك يُشعره بالقلق الزائد من الأشخاص المحيطين، فيبكي باستمرار تعبيراً عن ذلك أو يصرخ أو لا يتقبل وجود أحد. يضر تعلق الطفل الزائد أيضاً بالأم، فلا ترتاح أبداً عندما تترك طفلها لسبب ما نظراً لتعلقه الكبير بها، و بكاءه في غيابها، لا تستطيع تخصيص وقت لنفسها و تقضيه مع ذاتها و تنجز أعمالها؛ لذلك على الأمهات عدم تعزيز التعلق الزائد وعلاجه حال ظهوره.
حلول للتعلق الزائد بالأم
نقدم لكِ بعض النصائح و الحلول التي من شأنها أن تساعدك في السيطرة على تعلق طفلك بكِ، تتجلى هذه الحلول و النصائح بالآتي:
١- كوني حنونة و حازمة و كوني وسطية ما بين الصفتين، عبري عن حبك لطفلك و عززي ثقته بنفسه لكن بقدرٍ معلوم.
٢- عند خروجك من البيت أو غيابك عن عين الطفل، اشرحي للطفل أين تذهبين و بماذا تقومين بطريقة سهلة وبسيطة، حتى يتقبل الطفل ذلك، و أنك ستعودين في الوقت المحددة و لن تتأخري عليه.
٣- ابتعدي عنه قليلاً في أوقات مختلفة من اليوم أو عند خروجكم في نزهة أو إلى زيارة، و اتركيه مع إخوانه و أبيه، و أشعريه دوماً بالأمان.
٤- ساعدي الطفل أن يشعر بالأمان للمحطين منه و يستطيع التعامل معهم و في وجودهم دون وجودك.
٥- لا تقلقي عليه بشكلٍ مبالغ فيه و أعطيه المساحة الكافية للاستقلالية و استكشاف الأشياء من حوله.
٦- عودي الطفل على مفاهيم غياب الأشياء و عودتها من خلال اللعب، مثلاً بإمكانك استخدام لعبة بيكابو لهذا الغرض.
٧- ليس كل ما يختفي فلن يعود بالظهور؛ لذلك أظهري له الأشياء المختلفة عند اختفائها.
٨- إذا كان الطفل قابل للحوار، تحاوري معه و اسأله عن قلقه و خوفه من فقدانك، و أخبريه أنك تشعرين به و تفهمينه
. هذه الحلول تساعدك على أن تجعلي طفلك يتعلق بك تعلقاً سلبياً فبذلك تساعديه و تساعدي نفسك أكثر.
التعلق الزائد بالأم يعود عليها و على طفلها بالكثير من المضار السلبية، و لا يعتبر إيجابياً. على الأم علاج هذه المشكلة في حال ظهورها و اتباع عدد من الحلول اللازمة للتخلص منها، حتى لا تصاحبها أضرار.
للمزيد سجلوا معنا