يتساءل البعض دوماً حول ضعف السمع الوراثي، و ما إذا كان أحد أفراد العائلة مصاب بضعف السمع هل سيولد طفل يعاني من ضعف السمع أيضاً؟ حتى المعظم يخاف عند الزواج إذا عرف أن أحد الزوجين في عائلته شخص يعاني من ضعف سمع فيخافون من إنجاب طفل ضعيف سمع، هذه المقالة ستساعدنا على فهم هذه الأمر أكثر.

ضعف السمع الوراثي

أسباب ضعف السمع كثيرة و تقسم إلى قسمين أساسين فمنها ضعف السمع الوراثي أو ضعف السمع الذي يولد الطفل به، و القسم الآخر ضعف السمع المكتسب. و لكل من هذه الأقسام أسبابه الخاصة التي تؤدي لوجود مشكلة في السمع عند الطفل، أهم هذه الأسباب العامل الوراثي و الذي يعزى لوجود شخص في العائلة من الدرجات القريبة على الأهل عنده ضعف سمع، مما يؤدي لوجود إحتمالية أن يحمل أحد الأبوين صفة ضعف السمع، و الذي يزيد الأمر خطورة هو زواج الأقارب ما يؤدي لوجود طرفين يحملان الصفة. دعونا نفهم الأمر أكثر حسب الجانب الوراثي، يعتبر جين ضعف السمع جيناً متنحياً و ليس سائداً أي حتى تتحقق الصفة يجب أن يلتقي مع الجين الآخر المتنحي من الطرف الثاني، و إذا أصيب أحد الأطفال لا يعني أن جميع الأطفال سيصابون، إذا تزوج شخص مثلاً مصاباً بضعف السمع من فتاة لا يوجد في عائلتها و لا عندها تاريخ مرضي لضعف السمع، فإن احتمالية  ولادة طفل ضعيف سمع تقل لكن سيولد أطفال حاملين للصفة الوراثية و هي صفة ضعف السمع، إذا تزوج شاب و فتاة كلاهما مصابان في ضعف السمع فاحتمالية و لادة 50% من الأطفال من ضعاف السمع، و 25% سليمين، 25% حاملين للصفة الوراثية، بذلك تنتقل الصفة للأجيال القادمة أيضاً ما يزيد من إحتمالية ولادة طفل ضعيف سمع لأبناء هذه العائلة. ضعف السمع كغيره من الأمراض أو المشاكل قد يكون سببه مرتبطاً في الجينات من الأب و الأم و يولد طفل ضعيف سمع، يستغرب الأهل أحياناً حتى من وجود طفل ضعيف سمع لكن عند مراجعة تاريخ هذه العائلة يتبين أن جد الأم مثلاً كان مصاباً بضعف السمع، و جد الأب أو جدته مصابة بضعف السمع، فأصبح الأم و الأب حاملين للصفة الوراثية. في بعض العائلات أيضاً من ناحية ضعف السمع المكتسب في هذه العائلة تظهر عندهم صفة ضعف السمع كلما كبروا و تقدموا بالعمر أكثر، من الطبيعي أن يضعف السمع مع التقدم بالعمر لكن عند هذه العائلة يكون الأمر واضحاً أنهم عندما يكبرون يضعف سمعهم.

طرق لتجنب ضعف السمع الوراثي و علاجه

درهم وقاية خير من قنطار علاج؛ لذلك ننصح دوماً بالبعد عن زواج الأقارب خاصة في حالات ضعف السمع؛ لأنه يزيد من احتمالية وجود طفل ضعيف سمع في العائلة و احتمالية انتقال العديد من الأمراض الأخرى، كما ننصح دوماً بمتابعة تاريخ العائلة المرضي لكلا الزوجين قبل الزواج و التأكد من عدم وجود أي تاريخ مرضي لكلاهما لشخص مصاب بضعف السمع، إذا تزوج الأبوين و هما على دراية كاملة يجب أن يكونا على قدر كافِِ من المسؤولية لاحتمالية وجود طفل مصاب بضعف السمع في العائلة. بإمكانهم عمل فحص جينات أو البحث عن وجود جين يحمل صفة ضعف السمع عند أحد الأبوين، لكن إذا ولد طفل ضعيف سمع في العائلة بالنهاية علينا تقديم و توفير العلاج المناسب له منذ لحظات ولادته الأولى، بإجراء الفحوصات السمعية ثم تزويد الطفل المعينات السمعية المناسبة للعمر و درجة ضعف السمع، و البدء بإعادة التأهيل النطقي السمعي للطفل، حتى يكتسب الوقت في عملية التطور.

تجنبوا زواج الأقارب في حالات ضعف السمع حتى تقللوا من فرصة وجود طفل ضعيف سمع في العائلة، و دوماً راجعوا التاريخ المرضي للأشخاص في كلا العائلتين، افحصوا سمع طفلكم منذ ولادته، أعينوه على هذه الطريق و وفروا له كل ما يحتاجه للعلاج من جلسات و معينات طبية و غيرها فهي التي تعينه على سماع الأصوات بوضوحٍ من حوله.

للمزيد سجلوا معنا.