يتبع الأطفال طرقاً كثيرة للحصول على ما يريدون كالإلحاح و البكاء المستمر و الزن، وهذه الطرق لا يحبها الأهل و يرغبون بتوقفها بأسرع وقتٍ ممكن لذلك قد يخضعون لطلبات الطفل، أو يلجأون لطرق أخرى لجعله يتوقف عن هذا السلوك كالضرب أو الصراخ على الطفل حتى يتوقف عن هذا الفعل، لكن هذه الطرق غير صحيحة و غير مجدية في التعامل مع المشكلة و التعامل مع طلبات الطفل الكثيرة خاصة في هذا الوقت الذي نعيش فيه و الذي تكثر فيه طلبات الأطفال. من خلال هذه المقالة نقدم لك أهم الطرق في التعامل مع طفلك اللحوح و أسباب الإلحاح المستمر.
الالحاح كأسلوب وأشكاله
الطفل يلجأ لأساليب متنوعة في حياته يتعلمها من تلقاء نفسه باكتشافها إما من المحيط أو من تجاربه المختلفة، فيجرب الأسلوب الذي يريحه هو في البداية مع الأهل ثم ينتظر ردة فعلهم و بحسب ردة فعلهم يثبت هذا الأسلوب فيصبح أسلوبه المستخدم أو يتلاشى، فمثلاً إذا بكى الطفل للحصول على ما يريد و استجاب له الأهل فإن ردة فعل الأهل بإعطاء الطفل ما يريد بمجرد البكاء من شأنها أن تجعل البكاء هو الأسلوب المستخدم عند الطفل للحصول على ما يريد، كذلك الأمر بالنسبة للزن و الالحاح. أطفالنا أذكياء و لديهم طرق تريحهم و تزعج الأهل ليحصلوا على ما يريدون؛ لذلك علينا أن نكون حذرين عند التعامل مع الطفل و فهم أساليبه المستخدمة.
للالحاح أشكال متنوعة تظهر على الطفل من هذه الأشكال:
1-العدوانية و الصراخ و أحيناً الارتماء على الأرض بهدف الحصول على ما يريد.
2-الطفل الذي يشتكي دائماً و يحاول جذب الآخرين بالعاطفة و الشفقة.
3-الالحاح المستمر بالطلب و الكلام حتى يحصل على ما يريد.
4-الالحاح على طلب شيء معين لفترة طويلة من الوقت.
5- الالحاح أمام الآخرين بشكلٍ متعمد خاصة إذا كان الجد و الجدة كونهما أكثر تعاطفاً مع الأحفاد.
أسباب الالحاح
الالحاح و الزن كغيرهما من الأساليب المتبعة لها أسباب متعددة تجعل الطفل يستمر بهما عندما تغلق كل الطرق أمامه، و هنا تكمن قدرة الأهل بالسيطرة على الأمور، من أسباب الإلحاح:
1-شعور الطفل بعدم الأمان.
2-إهمال الوالدين للطفل فيسعى لاستخدام أسلوب الالحاح بشكلٍ مستمر لجذب انتباههما.
3-أسلوب الأهل بالتدليل الزائد للطفل و استجابة طلباته دوماً خاصة عندما يلح.
4-شعور الطفل بالملل يبدأ بالالحاح بهدف أن يتسلى و يحصل على ما يريد بنفس الوقت.
5-تقليد الأطفال الآخرين او حتى تقليد الأهل إن كانوا يستخدموا أسلوب الالحاح هم أيضاً.
6-ربما يحاول الطفل لفت انتباه الأهل من خلال الالحاح برغبته في الاستقلال.
كيف نتعامل مع الطفل اللحوح؟
يتجلى دور الأهل في التعامل مع طفلهم اللحوح و السيطرة على هذا الأسلوب و إلا أصبح أسلوبه المعتمد، كما أن الزن و الالحاح منذ الصغر تتشكل و تبنى في شخضية الطفل فيتبع هذه الأساليب عندما يكبر، فهذه الأساليب غير محبذة في التعامل مع الآخرين و يجعلهم ينفرون منه، و يخلق له المزيد من المشاكل المجتمعية و الحياتية كآثار طويلة المدى؛ لذلك من المهم أن نتعامل مع هذا الأسلوب منذ الطفولة المبكرة نحد منه و نوقفه عند الطفل. هذه الطرق تساعدك في السيطرة و التحكم بأسلوب الالحاح منها:
1-الفت انتباه الطفل لشيء آخر عندما يلح.
2-وضع حدود و قواعد و قوانين، كوجود ساعات معينة للعب أو الخروج من البيت أو تناول الحلوى.
3-الترصد و معرفة الأشياء التي يلح عليها الطفل و إيجاد بدائل لها قبل بدئه بالالحاح أو وضع حدود لها.
4-الاتفاق مع الطفل على أسلوب معين، فإذا ألح الطفل لن يحصل على ما يريد و ستقل فرصته بالحصول عليه لو أنه لم يلح.
5-التركيز على الجانب الإيجابي بالأمر من قدرة على الطلب و التعبير و غيرها لكن بالطريقة الصيحة.
6-لا تعاند الطفل و كن عصامياً معه دون شد زائد و كن وسطياً في التعامل معه.
7-تجنب استجابة طلبه حتى يطلب بالطريقة المهذبة التي تريده أنت منه.
8-تجاهل الطفل و تركه في بعض الأحيان يكون الحل، لكن كن حذراً و وضح له أنك تفهم مشاعره دوماً حتى لو بعد حين.
9-تجنب استخدام الصراخ و الضرب عندما يلح الطفل و سيطر عليه بأسلوبك الذي تتبعه معه ولا تغير فيه؛ لأن هذا يزيد من السلوك السيء عند الطفل.
10-أعطِ الطفل الأسلوب الصحيح البديل للحصول على ما يريد، و عندما يزن أو يلح لا تخضع لطلبه كي ترتاح.
هذه الطرق بتنوعها في التعامل و القدرة على الحد من أسلوب الزن و الالحاح عند الطفل؛ بإمكان الأهل اتباعها لتجنب الوقوع في مصيدة الطفل لاستخدامه الأسلوب الذي يحب.
أسلوب الزن و الالحاح يخلق شخصية طفل لحوح بالمستقبل و في طفولته، و هذا الأسلوبات غير فعالان في التعامل أبداً فيكون لهما آثار عليه و على نفسيته فيما بعد، على الأهل دوماً أن يكونوا أذكياء في التعامل مع أساليب طفلهم المتبعة و السيطرة عليها حتى لا يقعوا في مصيدتهم و كون الأطفال لا يعرفون الآثار طويلة المدى لهذه الأساليب.
Sign up for more