يراقب الأهل عادةً تطور أطفالهم اللغوي بامتنان و تركيز تام، فإذا لم ينتج الطفل الكثير من الكلمات، يبدأ الأهل بمحاولة جعل الطفل ينتج الكثير من الكلمات، لكن بطرق خاطئة تجعل الطفل يرفض أن ينطق هذه الكلمات أو ينتجها. إذاً ما هي الأخطاء التي يتبعها الأهل مع طفلهم عند تعليمه اللغة و النطق؟ هذه المقالة توضح أهم هذه العادات.
العادات الخاطئة التي يتبعها الأهل مع طفلهم في الجانب اللغوي
يشعر الأهل أن إنتاج أطفالهم يكون أحياناً أقل من أقرانهم، أو من إخوانهم فيشرعون بجعله ينتج الكثير من الكلمات أيضاً لفرحهم التام بالكلمات التي ينتجها الطفل. العادات الخاطئة التي يتبعها الأهل متمثلة بالتالي:
١- الاستمرار بالطلب من الطفل باستخدام مصطلح”قول” لجعله يسمي الأشياء أو ينطقها، مثلاً ” قول باب، قول بطاطا” دون التكلم المستمر مع الطفل.
٢-قلة الكلام مع الطفل و الحديث المشترك بينهما، فعادةً ما يعطي الأهل الطفل الشيء الذي يريده دون الكلام عن هذا الشيء، مثلاً عندما يطلب الطفل الماء، و يشير إليه أو يسحب الأم إلى المطبخ، فإن الأم تعطيه ما يريد دون التحدث معه لكن الأصح أن تقول له الأم : ” بدك مي؟ تفضل هيها المي” أو “بدنا نروح على المطبخ عشان نجيب المي،صبينا المي بالكاسة، و بدنا نشربها” بهذه الطريقة تزيد مفردات الطفل بشكل رائع و كبير.
٣- لا يعطي الأهل فرصة للطفل حتى يقلد ما يرى، أو لا يعطونه فرصة ليسمع المفردات اللغوية.
٤- بقاء الطفل لفترات طويلة أمام الشاشات و الأجهزة الالكترونية، و دوماً يكون حل الأهل المثالي بالأجهزة الالكترونية لكنه مشكلة كبرى.
٥- لعب الطفل لساعات طويلة دون وجود خلفية لغوي تسند لعبه، كما نعلم أن اللعب مهم جداً للطفل و ينمي الكثير من المهارات عنده لكن علينا أن نصاحب اللعب بكمية كبيرة من المفردات اللغوية.
٦-يظن بعض الأهل أن الطفل لا يفهم عليهم ما يتكلمون به، لكن الطفل منذ نعومة أظافره يبدأ بتحليل و تقسيم اللغة و الكلام .
٧-الحديث مع الطفل لكن دون وجود جسم معين يتكلمون عنه، أو بعدم وجود تواصل بصري و تآزر حركي بصري و تواصل مشترك فيما بينهم. هذه المهارات جميعها مهمة في اكتساب اللغة و تعتبر مهارات ما قبل لغوية.
هذا فيما يخص العادات الخاطئة المتبعة في زيادة المخزون اللغوي .
العادات الخاطئة في تعليم الطفل نطق الأصوات بطريقة صحيحة
يسعى الأهل دوماً لتكون مفهومية الكلام عند أطفالهم واضحة، و ملائمة لعمرهم فعندما يقع الأطفال في الأخطاء النطقية يحاولون تصيحهم أحياناً بطريقة خاطئة أو قد يتصرفون بطريقة تجعل الطفل يزيد من الأخطاء من هذه الأخطاء:
١- عندما يتأتئ الطفل إجباره على التكلم بطريقة صحيحة، فكما نعلم أن التأتأة تكون طبيعية في عمر الثلاث سنوات تقريباً، أو ما يسمى مشاكل الطلاقة الكلامية الطبيعية. ما يجعل الطفل متأتئاً حقيقياً عند إجباره.
٢- لا يوضح الاهل مخارج الأصوات بشكلٍ كامل عندما نحاول تعليم الطفل إنتاجها، ولا يوضحون الكلمة أيضاً بالشكل الصحيح.
٣- الضحك عندما ينتج الطفل كلمة بطريقة غير صحيحة، ما يشجعه و يثبت الخطأ عنده.
٤- التنمر على الطفل و الاستهزاء به عند إنتاج كلمة بطريقة مغلوطة أو غير صحيحة. ما يمنه من الكلام بشكلٍ كامل أحياناً.
5- الطلب المستمر من الطفل على نطق الكلمة بالشكل الصحيح دون وجود معززات مناسبة لعمره كي تعلمه الإنتاج الصحيح.
الأخطاء أعلاه يرتكبها الاهل عند تصحيهم صوت معين إنتاجه مغلوط عند الطفل، كيف نتجنب الوقوع في هذه الأخطاء؟
كيف يمكن تجنب هذه العادات و الأخطاء؟
تجنب الأخطاء التي يتعبها الأهل و السعي في بداية جديدة لتصحيح الطفل و تعليمه المفردات اللغوية و تصحيح إنتاجه للأصوات بطريقة صحيحة، من شأنه أن يساعد الأهل و الطفل في زيادة المفردات اللغوية و مفهومية الكلام؛ لتجنب هذه الأخطاء و العادات:
1- التكلم المستمر مع الطفل بوجود جسم معين و توضيح مواصفاته و كل ما يخص هذا الجسم، مع التواصل البصري المشترك بين الطفل و الأهل.
2- عمل كل ما نطلبه من الطفل أمامه؛ لأنه يستخدم مهارة التقليد في التعلم فيتعلم الكلمات و الأفعال التي نعمله إياها بطريقة خاطئة.
3-إعطاء الطفل الفرصة دوماً ليسمعنا و يحاول أن يشاركنا الحديث، و نكون دقيقين في مفرداتنا أمامه.
4-اللعب مع الطفل و القراءة له.
5-وصف أي شيء نقوم به للطفل .
6-إبعاد الطفل عن الشاشات قدر الإمكان.
7-عند تعليم الطفل مخارج الأصوات نحاول قدر الإمكان توضيح المخرج على أعضاء النطق.
8- و استخدام أكثر من معزز محاولين مساعدة الطفل على إنتاج الصوت بالشكل الصحيح.
9- تجنب الضغط المستمر على الطفل.
بذلك نتجنب العادات و الأخطاء التي قد نقع فيها في التعامل مع الأطفال.
كونوا حذرين في تعليم طفلكم الكلمات و المصطلحات اللغوية، أو حتى تعليمهم الانتاج الصحيح لبعض الأصوات اللغوية. تجنبوا العادات و الأخطاء التي لا تعتبرونها أخطاء أو لا تولونها الأهمية، فكما نعلم أن اللغة و النطق جانبان مهمان في عملية تطور الطفل و تلعب دوراً هاماً في التطور الأكاديمي .
لمساعدتكم سجلوا معنا.