يمر الأطفال في مرحلة معينة تُعرف بـ”مرحلة مصاداة الكلام” أو تكراره، حيث يعيدون ما يقوله المحيطون بهم بدلاً من التفاعل المباشر مع الكلام. هذه الظاهرة قد تقلق الأهل وتثير تساؤلاتهم حول طبيعتها وأسبابها، مما يجعلهم في حيرة من أمرهم حول كيفية التعامل معها. في هذا المقال، نقدم لكم أهم المعلومات حول هذه المرحلة، وكيفية التفريق بين كونها جزءاً طبيعياً من تطور الطفل أو اضطراباً يتطلب التدخل.
تكرار الكلام وتطور الطفل اللغوي
خلال تطوره اللغوي، يمر الطفل بمرحلة يُظهر فيها انفجاراً في قدرته على الكلام، حيث يبدأ بتسمية الأشياء والتحدث بشكل مستمر. في هذه المرحلة، قد يلجأ الطفل إلى تكرار الكلمات التي يسمعها من المحيطين به، خاصة في عمر السنتين. هذا السلوك يساعده على تخزين المفردات اللغوية والتدرب على استخدامها لاحقاً في السياقات المناسبة.
عادةً، يتخلص الطفل من هذه العادة مع اكتمال تعلمه للغة، وذلك في حدود عمر الثلاث إلى أربع سنوات. أما إذا استمر تكرار الكلام بعد هذا العمر، فقد يشير إلى وجود اضطراب يحتاج إلى تقييم وعلاج من قبل أخصائي نطق ولغة.
أسباب الإكولاليا (تكرار الكلام)
إذا استمر الطفل في تكرار الكلام بعد العمر الطبيعي لذلك، فقد يكون السبب مرتبطاً بمشكلة تستدعي الاهتمام. من أهم أسباب الإكولاليا:
1.عرض من أعراض التأتأة: أحياناً يظهر تكرار الكلام كجزء من اضطراب التأتأة.
2.مشكلات نفسية: بعض المشكلات النفسية قد تُظهر نفسها في سلوك تكرار الكلام.
3.التوحد: تكرار الكلام يُعد من السمات البارزة لدى أطفال التوحد.
4.أساليب تربوية خاطئة: مثل تشجيع الطفل على تكرار الكلام بطريقة خاطئة.
5.التأخر اللغوي: في بعض الحالات، يكون تكرار الكلام مصاحباً للتأخر في اكتساب اللغة.
إذا كان تكرار الكلام مرتبطاً بأحد هذه الأسباب، فمن المهم الكشف المبكر وبدء العلاج لتجنب تفاقم المشكلة.
هل كل طفل يكرر الكلام مصاب بالتوحد؟
من المهم أن ندرك أن تكرار الكلام قد يكون سمة من سمات أطفال التوحد، لكنه ليس دليلاً قاطعاً على الإصابة به. التوحد يُشخّص بناءً على مجموعة من العلامات الأخرى الواضحة، وليس تكرار الكلام فقط.
كذلك، قد يكون تكرار الكلام علامة على اضطرابات أخرى، مثل التأتأة أو التأخر اللغوي. لذا، من الضروري استشارة أخصائي لتحديد السبب بدقة بدلاً من افتراض أن التكرار إشارة إلى التوحد.
الخلاصة
تكرار الكلام عند الأطفال يُعد طبيعياً في مرحلة معينة، لكنه قد يشير إلى اضطراب إذا استمر لما بعد العمر الطبيعي. الكشف المبكر واستشارة المختصين خطوة أساسية في التعامل مع هذه الظاهرة وضمان تطور الطفل بشكل صحي.
للمزيد من الاستفسارات، يمكنكم التواصل معنا للحصول على دعم متخصص.