تنشب الكثير من الخلفات في كل بيت، سواء خلفات بين الأب و الأم أو خلافات بين أفراد الأسرة الواحدة، لكن يكمن الأمر بكيفية حل هذه الخلفات و التعامل معها و تجنب آثارها على الأشخاص المحيطين، في بعض الأحيان يواجه الأب و الأم مشكلة في حل خالفاتهم و التعامل معها ما يؤثر على حياة و شخصية أطفالهم، و يؤثر على البيئة التي يعيشون فيها، من خلال هذه المقالة سنوضح أكثر آثار الخلفات الأسرية على الأطفال.
التأثيرات السلبية لمشاكل الأب و الأم على الأطفال
العائلة هي مكان و ملاذ الدفء الوحيد للطفل، فعند ولادته لهذه الحياة و رؤيته شعاع النور لأول مرة هو مهيأ لأن يُستقبل في عائلة محبة مليئة بالأمان و الطمأنينة، يتأثر في جو هذه العائلة منذ اللحظة الأولى. عقله يكون صفحة بيضاء إما أن تلطخها البيئة فتحعل فيها آثاراً سيئة أو تعززها البيئة فترسم فيها أجمل لوحات التطور السليم، وجود خلافات دون حلول في الأسرة أو باستخدام حلول خاطئة يكونوا الأطفال ضحية هذه الخلافات، فتبقي في داخلهم آثاراً سلبية كبيرة منها:
1- اضطرابات و مشاكل سلوكية و نفسية بما يتضمن القلق، التوتر، الخوف المستمر.
2- زرع الخوف في نفس الطفل من نشوب الخلافات، قد ترافقه بعض الكوابيس أو يبكي بدون سبب، بالإضافة لخوف الطفل من الانفصال عن أحد الوالدين فهذا أكثر ما يخيف الطفل في المراحل العمرية الأولى.
3-التبول اللإرادي، و وجود بعض المشاكل النفسية متمثلة في فقدان الشهية الشديد و النزوع عن الطعام، أو فرط الشهية و تناول كميات كبيرة من الطعام.
4- الشعور الدائم في الضياع و عدم الثقة نظراً لوجود جو مشحون بعدم الألفة و الترابط الأسري، في بعض الأحيان يخاف أن يلجأ الطفل لأحد الوالدين خوفاً من المشاكل.
5-الهروب إلى بيئة أخرى للتفريغ مثل بيئة رفقاء السوء، أو جعل الطفل مدخناً مثلاً كنوع من التفريغ النفسي.
6- إصابة الطفل ببعض الأمراض النفسية كالاكتئاب.
7-ترسيخ أفكار سيئة حول العائلة و الزواج، وأنهما شيء سيء، فبداخل الفتاة كون الأب قدوة لها ترى أن كل الرجال يتعاملون بهذه الطريقة و الطفل الذكر كذلك الأمر يعتقد أن كل النساء يتعاملن هكذا.
8- زعزعة الثقة و الأمان بين الوالدين و الأطفال، كونهما القدوة الأولى لهم.
9- تعلم الطفل بعض السلوكيات الخاطئة، فيعتقد أن المشاكل تحل بالصوت العالي و الصراخ أو في التلفظ ببعض الألفاظ الغير مرغوبة.
10-مشاكل و اضطرابات في النوم عند الطفل.
11- التراجع الأكاديمي و التحصيل الأكاديمي السيء بسبب التشتت و انشغال الذهن المستمر.
و غيرها الكثير من الآثار السلبية السيئة على حياة الطفل و شخصيته، لا تنسوا حتى الطفل الرضيع يتأثر في هذه الخلافات قد نعتقد أنه لا يفهمنا و لا يعي ما يحيط بواقعه إلا أن نفسية الطفل و تحصيله اللغوي و يبدأ منذ نعومة أظافره.
كيف يمكن تفادي الخلافات بين الوالدين؟
تبدأ الخطوة المهمة قبل الزواج، بأن يكون الأب و الأم كلاهما متفاهمين و متفقين حول أهم النقاط الحساسة و التي من الممكن أن تجعلهم يقعون تحت بند المشاكل التي لا حلول لها، و إتفاقهما على طريقة واحدة مشتركة في آلية التعامل فيما بينهم خاصة في حل مشكلة معينة، ثم بعد الزواج تتشكل العلاقة بينهما أكثر و يحاولون في كل اللحظات تعزيز الألفة و الحب بينهما، قبل التفكير حتى بإنجاب طفل ينظمون و يرتبون بيئة سليمة خاصةً أن تكون سليمة على مستوى الجانب النفسي للطفل، حتى لا يصل الوالدين إلى مرحلة كل واحد منهم يتحمل الآخر بسبب وجود الأطفال فقط، هذا ما لا نود الوصول إليه، إليكم بعض النقاط التي قد تساعد في تفادي الخلافات:
1- مواجهة المشاكل الأسرية بوضع حلول بناءة متفق عليها و على طريقة التعامل مع كل طرف فيها، و التوضيح للأطفال أن هذا الأمر طبيعي، لكن بمنطق الخالفات البناءة لا المدمرة.
2-عدم انتقاد أحد الوالدين للآخر أمام الأبناء حول أساليب التربية أو بعض الأخطاء.
3-تجنب حدوث الخلاف أمام الأبناء قدر المستطاع، و عدم إدخالهم في الخلاف.
4- التفادي و التسامح عن أخطاء أحد الأبوين و أن لا نقف موقف العزم عند كل خطأ لأحد الأبوين.
5-الأطفال بالنهاية أمانة عظيمة من عند الله علينا الحفاظ عليهم و على نفسياتهم قدر المستطاع و تجنب أي شيء يؤذي الأطفال.
حاولوا دوماً خلق طرق لحل الخلاف بأسرع وقت ممكن بعيداً غن الأطفال حتى تتجنبوا مشاكل أكبر من الممكن أن يقع فيها الأطفال في المستقبل تجعل مشاكلم في الحياة أعظم، و تكلفكم ما لا طافة لكم به.
الخلافات البناءة أمر طبيعي علينا التعلم كيفية التعامل مع هذه الخالفات و السيطرة عليها بعيداً عن الأطفال و تحميلهم ما لا طاقة لهم به، فلا تجعلوا أطفالكم ضحية عنادكم أو سلوكياتكم الغير صحيحة، اخلقوا جو من الحب و الألفة في العائلة و ابتعددوا قدر الإمكان عن الجو المشحون، حاولوا تصحيح كل الأمور السلبية التي قد تتبادر لذهن الطفل.
سجلوا عنا للمزيد من الاستشارات.